وسبر غورهم المسبار
بقلم: كاظم فنجان الحمامي
الدليل على عقل المرء حسن مقاله، والدليل على طهارة أصله جميل أفعاله. فالذين تجاهلوني متعمدين في احتفالية قرية (المسبار)، التي أشرفت أنا على بناءها، وخصصتها لإيواء عوائل المنكوبين، يذكرونني بحكاية طريفة رواها الشاعر الراحل (عريان السيد خلف). . .
يقول الشاعر: في العام 1958 جاء الزعيم عبد الكريم قاسم إلى إحدى قرى الدورة، وتوقفت سيارته بجانب طفلة تحمل صينية الگيمر، وتدعى (حسنه)، فسألها الزعيم: ماذا تفعلين بصينية الگيمر ؟، قالت له: انا ابيع الگيمر لإعانة ابي المريض، فقد كان موظفاً حكومياً، وفصل من الوظيفة لإصابته بالسل، وعند إذ أخرج الزعيم 16 دينارا واعطاها لحسنة وقال لها: عودي لأهلك وتناولوا الگيمر،
وناولها ورقة صغيرة، وقال لها: أعطيها لابيك ليقابلني في وزارة الدفاع، وفعلا قابله الزعيم، واعاده إلى الوظيفة، وصرف له رواتبه، وأمر بعلاجه. . .
لكن بعد حدوث انقلاب شباط 1963 ضد عبد الكريم قاسم، كان شقيق (حسنة) يحمل بندقية (بورسعيد)، ويركض أمام الإنقلابيين، ويهتف بالموت للزعيم، فخاطبه الشاعر الكبير عريان السيد خلف بهذبن البيتين:-
لا بن زنه ولا حيض دگ دگتك هاي .
بالبحر لو ذبوك يتنجس الماي. .
كم من هؤلاء يوجد الآن ……. هذا هو جزاء الاحسان ؟؟ !!
اترك تعليقاً