على مقربة من الحرم المكي • فيصل الحمود المالك الصباح
تلتئم قمم مكة المكرمة الثلاث في مناخات وظروف ملائمة لتوفير مداخل حلول لقضايا العرب والمسلمين الموغلة في قدمها وتعقيداتها والانتقال الى نقطة تحول في مسار الاحداث التي تهدد أمن واستقرار شعوب المنطقة.
يبعث توقيت القمم في الأجواء الايمانية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك روحا أخرى لدى المؤمنين من عباد الباري عز وجل تحثهم على طلب مرضاته عملا وعبادة فهو الشهر الذي انزل فيه رب العباد كتابه العزيز ليكون نهجا لعباده المؤمنين حتى قيام الساعة.
يترك المكان الذي يجتمع فيه قادة الامتين اثره على الحاضرين ويبقيهم في حالة من الخشوع على مقربة من الحرم المكي الشريف وقبر سيد الخلق رسول خالقهم اليهم عليه الصلاة والسلام.
ويمتلك الداعي والمضيف من المكانة بين العرب والمسلمين ما يساهم في فتح الآفاق نحو خارطة جديدة من علاقات التعاون والتشاور حول القضايا الخلافية وتذليل العقبات التي تحول دون التوصل الى حلول .
دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لثلاث قمم خلال يومين في الأجواء الرمضانية المباركة تعبير عن روح المبادرة التي يتحلى بها وحكمة عرفت عنه في تعامله مع قضايا العرب والمسلمين ودلالة رغبة صادقة على الخروج من الدوامة التي تقض مضاجع شعوب امتينا العربية والإسلامية.
لدى السياسة السعودية من المسؤولية والمصداقية والاتزان ما يكفي من الضمانات لاقناع المجتمعين بنقاط لقاء تقلص التباينات التي وسعتها سنوات من القطيعة والجفاء وتعيد العمل على أرضية القواسم المشتركة.
وفي الاستجابة العربية والاسلامية التي لقيتها دعوة خادم الحرمين الشريفين للقمم الثلاث ما يوسع احتمالات النجاح في تجاوز المخاطر وتحويل التحديات التي تواجهها بلادنا وشعوبنا الى فرص.
ادى تقادم القضايا المطروحة على القمم الثلاث الى تفاقمها ، وعدم تجاوز اختلاف رؤى ووجهات نظر الاشقاء لحظة وقوعها الى تشعبات وتعقيدات زادت من صعوبات التوصل الى حلول، وفي لقاءات القادة الرمضانية ما يبعث الامل على توسيع قنوات الحوار توطئة لطي صفحة وفتح أخرى جديدة على مستقبل تستحقه شعوبنا واجيالنا المقبلة، وتحقيق الامنيات بان تكون اللقاءات فاتحة خير في شهر الخير على شعوبنا العربية والإسلامية
اترك تعليقاً