حرب مينائية جديدة بين الصين وواشنطن
بقلم: طائر الجنوب
بات واضحاً أن حكماء الصين كانوا على صواب عندما اقتحموا ساحة النقل الدولي في التجارة العابرة (الترانزيت)، وكانوا أذكياء إلى أبعد الحدود عندما ارتقوا بموانئهم الى المستوى الذي جعلهم يتسيدون العالم في هذا المضمار.
يكفي ان نعلم أن عدد موانئ الجيل الخامس عشرة موانئ فقط في عموم كوكب الأرض.
ثمانية منها صينية.
ثم أن الصين ارتبطت سككياً مع معظم أقطار العالم بمشروعها الأممي (طريق واحد – حزام واحد)، ووصلت قطاراتها الى لندن ومدريد قاطعة مسافة ١٣٠٠٠ كلم، وربطت القارة السوداء بحزام يربط شرق القارة بغربها، ويربط البحر الأحمر بالمحيط الأطلسي، ولا ننسى هنا سياسة إغراق أقطار القارة السوداء بالقروض المالية التي منحتها الصين بسخاء، وضمنت فيها الفوز بعقود تجارة النقل، واصبحت لها قواعد حربية لأول مرة على سواحل القرن الأفريقي، ثم ضربت ضربتها القاصمة في ميناء (جوادر) لكي تربط بحر الصين بالمحيط الهندي، وربطت بلدان الآسيان بشبكة معقدة من خطوط السكك الحديدية التي تتحكم بمسارات التجارة العابرة لبلدان ما وراء النهر.
في حين تقوقعت الولايات المتحدة جغرافيا داخل جزيرتها الكبيرة، ولم يعد لها سوى قواعدها وأساطيلها الحربية التي تجوب حوض الخليج العربي بانتظار ترويج تجارة الحروب والانتفاع منها،
أما (ضربة المعلم) التي نجحت فيها الصين لكسب رضا الحكومات وتوطيد علاقاتها بها فجاءت بتطبيقها لسياسة عدم التدخل بشؤون البلدان، وتكللت من خلالها توفيرها الدعم المالي للأقطار الفقيرة، وبالتالي اصبح لها نفوذ وانتشار واحترام بين الشعوب والأمم، وتسببت بإحراج واشنطن في المحاور الحساسة.
وهكذا خسرت أمريكا في حلبة التنافس المينائي، وخسرت في حلبة التنافس التجاري
اترك تعليقاً