الفاسد محمي .. كيف ولماذا ….!!
سلسلة مقالات تحليلية تعتكز على أحداث وأمثلة حصلت فعلياً ،
ويغور في دهاليز الفساد المظلمة ويتسلق شبكتها العنكبوتية للبحث عن أسباب قوة الفاسدين وضعف الجبهة المضادة لهم .
الفاسد محمي .. كيف ولماذا . ؟؟؟
الحلقة الأولى : تبادل المصالح والترابط الإجباري ….!!
نور البغدادي
الكثير منا يستغرب عندما يرى أشخاص فاسدين جداً بل موغلين بالفساد والرشى بشكل فاضح وواضح مع وجود أدلة دامغة على فسادهم وتماديهم بالتجاوز على المال العام دون أن يستطيع أحد من محاسبتهم ومجابهتم أو حتى إعفائهم من مناصبهم .
ويتولد هذا الإستغراب أكثر بعد سقوط هولاء الفاسدين بهفوات رغم حذرهم تضعهم في موضع المدان بالفساد وليس موضع المتهم لان المتهم قد تثبت برائته ، أما المدان فهو الذي لا يستطيع اثبات عكس فساده لوجود أدلة لا تقبل الطعن أو التأويل والتشكيك بها .
ونعطي مثال من أمثلة كثيرة على محور مقالنا هذا ، وهو مفتش عام مؤسسة الشهداء سجاد علي معتوك الجابري الذي ثبت فساده بالدليل القاطع وتعاطيه للرشوة بناءً على كمين وضع ونفذ من قبل وزارة الداخلية وفق قرار قاضي ، وعلى أثر هذه العملية النوعية المُحكَمة تمت أحالته الى محكمة جنايات النزاهة بتهمة الرشوة وفق المادة 307 ،
والكل اعتقد بل تأكد بإن سجاد معتوك سيقبع بالسجن لعشرة سنوات على الاقل مع فصله من الوظيفة ، لكن المخفي والذي لا يعلمه الناس العاديين ومن عمل الكمين ومن تلقى الخبر ، بإن سجاد معتوك سوف يخرج منها مثل الشعرة من العجين ، وان بوادر خروجه من تهمة الرشوة قد بدأ مسلسلها من خلال سيطرة سجاد معتوك ومن خلفه على القضاء الضعيف والمسيس بخطوات ستؤدي بالنهاية الى تبرئة سجاد معتوك ، وإن من قام بالكمين ومن إشتكى وبلغ عنه ، سيكونون بالنهاية هم الفاسدين والكاذبين .
كنا نتسائل من أين هذه القوة الكبيرة لشخص مرتشي وفاسد وليس بمركز سياسي عالي أو وظيفي رفيع جدا ؟
وقد جاء الجواب ووصلت لنا الحقيقة وصبت لنا صباً لتصبح الإجابة عن سر قوة سجاد وكالاتي :————-
عندما كان سجاد معتوك محققاً بسيطاً في هيأة النزاهة دائرة التحقيقات ومن ثم تسلق ليصبح مديراً عاماً لهذه الدائرة ، كانت له قدرة ونشاط عجيبين على إخفاء بعض الملفات وتغيير ملامح ( محتوى ) البعض منها لتغيير التهم وتسييرها باتجاه معين مقابل أموال يجنيها من الفاسدين لحمايتهم وتبرئتهم أو قيامه بتوجيه التهم باتجاه إناس أبرياء ونزيهين ( طبعاً بتوجيه من أعوانه الفاسدين لضرب خصومهم ) مع تركيز تعاونه على من هم بالمنصب في وقتها أو في هذا الوقت سواء كان منصب سياسي او تنفيذي رفيع ، وهناك عشرات القضايا التي لا تسمح عجالة هذا المقال سردها جميعاً ، ولكننا سنقص واحدة منها وهي ملف قضية تهريب النفط في البصرة المتورط فيها النائب السابق والحالي ( ص ، س ) وشقيقه والتي قام سجاد معتوك باخفاء الملف كاملاً عن قضاة التحقيق ، في وقتها كان معتوك مديراً عاماً لتحقيقات النزاهة وهو المسؤول عن توزيع القضايا على المحققين لدراستها .
إن إخفاء هكذا ملفات وقضايا قيد التحقيق ، حقق من خلالها سجاد معتوك ومن هم على شاكلته هدفين ، الهدف الاول التربح المادي من بعض القضايا ، والهدف الثاني التربح المعنوي من قضايا أخرى كقضية السيد النائب وشقيقه وتهريب النفط ، وهذا التربح المعنوي له فائدتين أساسيتين ،
الفائدة الاول حصول سجاد معتوك على دعم وحماية من الرؤوس الفاسدة الكبيرة والمتنفذة ،
والفائدة الثانية إستمرارية دعمه وحمايته من قبل هذه الرؤس لسببين الاول تخوفاً منه لإحتمال إخفاء هذه الملفات من قبل سجاد وعدم اتلافها كما أبلغهم بذلك أو قيامه بنسخ الملفات بعد تسليمها لهم لكي يتم إتلافها من قبلهم والسبب الثانية انه قد يلزمهم ( سجاد معتوك ) في مشاريع فاسدة ومهام مشابهة لسابقاتها مستقبلا .
هذا مثال واحد من عشرات الأمثلة التي توضح تبادل المصالح والترابط الاجباري وهو محورنا الاول من أسباب [ الفاسد محمي .كيف ولماذا].
والان فهمنا لماذا شخص فاسد ومرتشي مثل سجاد معتوك لايستطيع أحد أن يحاسبه قضائياً او حتى أن يعاقبه إدارياً ولا حتى رئيس الوزراء الذي أسس مجلسه لمكافحة الفساد وأصدر قراره بسحب يد الموظف المحال الى محاكم النزاهة بتهم فساد .
الطامة الكبرى انه بعد فضيحة سجاد في أمانة بغداد بالرشوة والابتزاز والايذاء وآخرها تجاوزه على المال العام بقصة السكن داخل متنزه الزوراء المعروفة للجميع ،
يقوم رئيس الوزراء بحماية سجاد معتوك بنقله الى مؤسسة الشهداء بنفس المنصب دون تطبيق القوانين والقرارات بحقه كفاسد ومحال لمحكمة جنايات النزاهة !! ( لان الكلام كثر عليه في أمانة بغداد ) ولتقليل هذا الكلام ولحماية معتوك يتم نقله الى مكان آخر لتهدئة الكلام عليه !!!!.
إنها سطوة شبكة المسؤولين الفاسدين الذين تعاون معهم سجاد سابقا ويتعاون معهم حالياً ، ولانه لحد الآن باسط سطوته على هيئة النزاهة ودائرة تحقيقاتها والعديد من المحققين وقضاة تحقيق النزاهة فانه مستمر في هوايته هذه لحد الان .
هذه هي شبكة تبادل المصالح والترابط الإجباري بين الفاسدين محور مقالنا هذا .
وهذا مثال بسيط إستخدمناه لتوضيح وشرح هذا المحور بأسلوب سهل ومبسط عن شبكة كبيرة تتوزع تفرعاتها في داخل العراق وخارجه وهو المحور الأول من أسباب قوة الفاسدين وتماسكهم وضعف الجبهة المقابلة أو المضادة لهم ( الجبهة الوطنية النزيهة ) .
وهكذا تستمر شبكة الفساد بالتمدد والتورم الى أن يأتي قائد يمتلك القوة والشجاعة والصلابة والنزاهة في ضرب هذه الشبكات المتراصة ( الصاكة ) وأعادة هيبة الدولة والقانون وبناء البلد وفق أسس العدالة والانصاف .
بل نتمنى قبل أن يأتي هذا القائد أن يقول القضاء العراقي كلمته الفصل ويعطينا بصيص أمل بعراق جديد ممكن أن يتطور وذلك باتخاذ القرار المناسب بحق المرتشي سجاد معتوك من قبل محكمة جنايات النزاهة في الرصافة برئيسها القاضي احمد عبد السادة وبدعم من رئيس مجلس القضاء الاعلى السيد فائق زيدان ، ليكون قرار المحكمة منتصف تموز ( موعد محاكمة سجاد ) هو النور في أخر النفق الذي سيبدد الكثير من الظلمة ويعطي دفعة للشرفاء ويهز عروش وشبكات الفاسدين .
وللحديث بقية …
ومن الله التوفيق …!
اترك تعليقاً