على لسان صحف عربية: هل سيكون لقاء شمخاني بالكاظمي محطة العبور نحو رئاسة الحكومة؟
اعتبر الكاتب مصطفى فحص في مقال له في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم الأربعاء ان لقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، في الاحد 8 اذار 2020، برئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي، كان العلامةَ الفارقة في زيارته، و يحمل دلالات كبيرة، خصوصاً أنه جاء بعد اتهام حزب الله لرئيس الجهاز مصطفى الكاظمي بالضلوع في اغتيال سليماني والمهندس، والتهديد بحرق العراق إذا تم تكليفه تشكيل الحكومة، إلا إن شمخاني باجتماعه مع الكاظمي وترحيب الإعلام الإيراني الرسمي بهذا اللقاء، دحض الاتهامات الأمنية كافة وعزز موقف الكاظمي السياسي، مما قد يدفع بالقوى السياسية النافذة في البيت الشيعي إلى إعادة حساباتها.
وقال فحص ان الكاظمي قد برز في عهد حيدر العبادي كرئيس لجهاز المخابرات، وكلفه مهام دبلوماسية الظل، مما أتاح له الربط بين مصالح السياستين الخارجية والأمنية للعراق، ونسج علاقات قوية مع دول جوار العراق والدول الإقليمية المؤثرة، فعزز من حضوره الداخلي والخارجي، ليصبح أحد أبرز الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة، خصوصاً أنه بوصفه مرشحاً محتملاً يتطابق بنسبة عالية مع المواصفات التي وضعها شباب أكتوبر .
وتابع الكاتب يدرك الكاظمي القادم من خارج البيت الشيعي ومن خارج مؤسساته الحزبية والعقائدية التي حكمت العراق فيما بعد 2003، أنَّ الجغرافيا تُلزم العراق بعلاقات متينة مع إيران تعززها الروابط الروحية والثقافية ما بين الشعبين الإيراني والعراقي، وبأنَّ التعامل بواقعية مع الدور الإيراني يساعد العراق على تجاوز كثير من أزماته.
وأظهرت الصحف الإيرانية وإعلام الجمهورية الإسلامية، اهتماما “غير مسبوق”، وتركيزا “ملفتا”، بلقاء رئيس جهاز المخابرات العراقي، مصطفى الكاظمي، بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، في الاحد 8 اذار 2020، ما يعكس عمق العلاقة بين العراق وايران، وجسور الثقة التي ارساها رئيس جهاز المخابرات العراقي مع الجانب الإيراني باتجاه التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في العراق بما ينعكس بالإيجاب على الأوضاع في ايران أيضا.
وعلى عكس ما تشيع عنه جهات إعلامية، مغرضة تسعى الى الإساءة الى العلاقات بين البلدين، فان من الواضح جدا ان تركيز الاعلام الإيراني على اللقاء الإيجابي والمثمر، يدل بوضوح على ثقة الجمهورية الإسلامية، بالدور الذي يلعبه الجانب العراقي وبالأخص رئيس جهاز المخابرات في إرساء دعائم تعاون مشترك في مجال الأمني والمخابراتي، لمكافحة الإرهاب ليس على مستوى العراق وإيران فقط بل على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
كما يعكس الاهتمام الإيراني بلقاء الكاظمي بشمخاني، على الثقة الكبيرة التي تبديها القيادة الإيرانية، في شخص مصطفى الكاظمي تحديدا، في الانطلاق بالعلاقات لاسيما في الجوانب الأمنية والمخابراتية، والسياسية، الى آفاق أرحب، نظرا لعلاقة الكاظمي المتوازنة، مع جميع الأطراف، الإيرانية، والإقليمية، والدول الكبرى، والتي يمكن لها ان تفتح نوافذ أوسع لتفاهمات بينية تُخرج الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط الى حالة من الاستقرار، والتفاهمات المستقبلية لترسيخ دعائم سلام دائم، يخدم شعوب العراق وإيران، والمنطقة، والعالم.
وبحسب تحليلات، فان الاهتمام الواسع للإعلام الإيراني بالزيارة، “مقصود”، و”متعمّد” لصالح الاستقرار الأمني الذي ينشده العراق وايران، نظرا لان الخطر يتربص بكليهما، وان العمل المخابراتي هو رأس الحربة في المعركة مع الإرهاب، كما ان الاهتمام ناجم عن ادراك القيادة الإيرانية، للإنجازات المهمة التي حققها الكاظمي في مجال القضاء على الإرهاب المتمثل في داعش.
فضلا عن كل ذلك، فان المتابع لروابط تقارير وسائل الاعلام الايرانية التي تنشرها ، عن لقاء مصطفى الكاظمي، بعلي شمخاني، تدحض الاشاعات التي تشكك في اللقاء، وجدواه، والذي تبنته وسائل اعلام ومجموعات في التراسل الفوري من واتساب و فايبر وتلغرام وتواصل اجتماعي والتي تروج للإساءة الى العلاقات العراقية الإيرانية.
اترك تعليقاً