ثغرات في زيارة العبادي إلى النجف الأشرف
بغداد/المسلة: تركت زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى النجف، السبت، 07 تشرين الثاني، 2015، وراءها أسئلة في الشارع العراقي، الذي يرصد كل خطوة سياسية، ويشبعها نقداً وتحليلاً.
وفي خضم ذلك، تدور تكهنات لأصحاب النيّات الحسنة، أما أصحاب النيات السيّئة، فلا شأن لنا بها.
وليس من شك، في انّ زيارة العبادي إلى النجف خطوة جيدة، انتظر منها العراقيون أنْ تتكلّل بزيارة المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني.
ومن دون التطرق إلى الأسباب التي حالت دون حصول اللقاء – تكهنات كثيرة سعت إلى تفسير ما حدث -، فان عدم اللقاء مع المرجعية العليا، قلّل من أهمية النتائج المرجوّة من زيارة العبادي في النجف، ذلك ان العراقيين لا يعوّلون كثيرا على زيارة رئيس الحكومة إلى النجف اذا لم تُترجم بلقاء المرجع الأعلى.
عرّج العبادي في زيارته على رجال دين، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهو امر ينظر اليه العراقيون بعين الأمل، لكن الذي فاجأ العراقيون في هذا الصدد، ان العبادي كعادته في الفترة الأخيرة في التفرد والانفراد في القرارات واللقاءات المهمة، خلى وفده من فريق سياسي يوثق ويخطط لنتائج اللقاء المستقبلية مع زعيم التيار الصدري، وترك الأمر مرة أخرى بيد سكرتيره الشخصي “سيد صادق”، كما اعتاد على ذلك في سياساته الأخيرة.
كان الأمل معقودا على العبادي، في التخطيط لزيارته إلى النجف، وبرمجتها، وإعلان خطتها، والشخصيات التي سيلتقيها وأهدافها، بدلا من تركها للتكهنات والتأويلات.
كما كان من المفروض ان يحيط بالعبادي مستشارون أكفاء، يستثمرون النتائج، مهما كانت متواضعة، اما الاعتماد على أشخاص عُرفوا بعدم كفاءتهم، طوال الفترة الماضية، فانه ضياع للجهد المبذول في الزيارة.
وبعد كل هذا، لا يريد العراقيون من أصحاب القرار، أن يهرعوا إلى النجف، في كل شاردة وواردة، كسبا لأصوات انتخابية وانتزاعا لشرعية شعبية، فحسب، ذلك أنّ زيارة مسؤول بوزن رئيس الوزراء، لم تنجح في زيارة المرجعية الدينية العليا، تبدو مخيبة لآمال الأغلبية من أبناء الشعب العراقي.
اترك تعليقاً