هراوات البزّوني وأبو كلل
بغداد/المسلة:يلخّص مواطن عراقي وجهة نظر شريحة واسعة من العراقيين لاسيما من اهل البصرة، ممّن يرون أصواتهم تُخنق من قبل جهات سياسية آلت على نفسها احتكار القرار والموقف في مدينة البصرة الجنوبية. انه المدوّن علي العراقي الذي كتب في صفحته التفاعلية، موجها كلامه الى الناطق باسم كتلة المواطن، بليغ أبو كلل، فيقول بالحرف الواحد “في زمن المالكي عندما شجعتم على التظاهرات وانبارنا الصامدة و(هوّستم ويه البعثيين والدواعش) ضد الحكومة.. وقتها كنتم تسمونها نهضة الشعب، اما الان فحين تطالب الناس بالخدمات كما طالبتم بها بالأمس، فإنكم تصفونهم بالمغرضين، و بالنسبة لي انتم وجه داعش والبعث السياسي”. انتهت المدونة. وقبل كل شيء، فان التظاهرات نتاج ثورة مكنونةٌ فــي النفوس كالنار في الحجـر، لا يرى ضوؤها حتــى يقدحها الثائر، فإذا قدحت اشتعل الفتيل. انّ هذ الهرج والمرج الذي تسبّب في تصريحات غير مسؤولة، يتجسد خطره في أمرين مهمّين: الأول: انه يمثل سابقة خطيرة في استخدام “سرايا السلام “التي هي من فصائل الحشد الشعبي، في قمع المواطنين، ما يمثل إساءة كبيرة الى الحشد من قبل الجهة السياسية التي يمثلها البزوني. والثاني: انّ كتلاً وأحزاباً سياسية، تضيق ذرعاً بمطالب الناس فتسعى الى التصدي لهم بأسلوب الأنظمة القمعية، حين أشهر البزوني سلاح أكثر من 6 آلاف عنصر من القوات الخاصة لسرايا عاشوراء التابعة للمجلس الأعلى، بوجه أي محاولة لاضطراب أمني في البصرة. لقد رسمت تصريحات “غير” مسؤولة لناطقين عن الكتل وممثلين لها، صورة سلبية لها بين الناس، وبسببهم أقيمت الحواجز بين النخب والشعب، وسُدّت المنافذ على المواطن قبل ان يصل الى رئيس هذا الحزب، او زعيم تلك الكتلة. و لا شك في ان المجلس الأعلى، – على سبيل المثال لا الحصر-، حريص على القيام بواجباته تجاه الشعب، مثلما هو في اشد الحرص على تأمين الأصوات الانتخابية لديمومة بقاءه في قمة الهرم السياسي العراقي. غير ان الذي يحدث اليوم، هو العكس تماما، حين يُهدّد متظاهرو البصرة بالويل والثبور، من قبل جهة سياسية رفعت شعار خدمة “المواطن أولا”. ان الوقت حان، لمحاسبة مسؤولين على تصريحاتهم الطائشة، من قبل زعماء عالمِين بفـروض الأعمال ومواضع الشـدة واللين قبل ان تترشح في ذاكرة الشعب العراقي، الفكرة عن أحزاب جاهدت عقودا ضد الدكتاتور، حتى اذا وصلت الى السلطة، ارتدت رداءه وحملت هراوته لقمع الشعب. فاذا كان الأمر كذلك، فما عدا ممّا بدا؟.
اترك تعليقاً