صلاح عيسى صياح الدبي …………… إلى / المدعو احمد البشير .. سلاماً .. سلاما ..
كوني تربوياً أترفع على السبّ والشتم والكلام القبيح , وكوني دبيّاً (بفتح الدال لا بكسرها) لأننا اقوياء بأخلاقنا لا منكسرين بماضينا ؛ اشجب ما تطرقت إليه في إحدى حلقات برنامجك المسخرة (البشير شو) حينما انتقدت بدون وازع أخلاقي رمزٍ وطني شهم على الأقل وبعيدا عن منزلقات السياسة كونه ابن عمي وصديقي والرجل الأول في عشيرتي اولا , ولأنه ابن الشطرة المناضلة ثانيا .. اسمح أن أصف برنامجك الهزيل ذاك بأنه مجرد تهريج واسفاف بعيداً عن منطق الكوميديا والملهاة , عندما تتوجه لإضحاك من يضحك احترم نفسك أولاً كي يُبادلك الاخرين احترامهم .. أُحدثك وأنا شخص متواضع قضّى طفولته يرعى الجاموس ولكني كنتُ احمل مسرحيات شكسبير وفلسفة نيتشة تحت أحد أُبطيَّ , نعم كنتُ افتقد المناديل الورقية لإزاحة ما تبقى من زكام في أنفي ولكني استمتع بتغريد فيروز صباحاً وبصوت ام كلثوم الكرواني ظهراً وبروائع نجاة الصغيرة بعد منتصف الليل .. نعم أنا دبّي وافتخر على الاقل أحدّثك بأسلوب مؤدب غريب على قاموسك اللغوي والاخلاقي , أُجادلك بمنطق القرينة والحُجة والدليل .. عندما تصف رمزنا وشيخنا وصديقنا باتفه الاوصاف والكلام فهذا معناها إن الإناء الذي يحتويك ينضح حقداً وغيضاً وسُمّاً زُعافا .. إن كانت شجاعة وهيبة وعنفوان من هّجّوْتَه لديك مثلها أو قريباً منها فمرحى بك , وإن كانت شهادتك تُعادل شهادته فأهلا وسهلاً , ولكن كيف لي أن أُقارن الثَرى بالثُريا ؟ اليعسوب بالخُنفساء ؟ الضرغام بالضبع ؟ التِبر بالتُبّر؟ حفيد حاتم الطائي بحفيد البشير؟ .. أرسلُ لك رسالتي هذه وأنا اعزَل من أي سلاح كي تطمئن مني تماماً ؛ سلاحي اخلاقي وتريتي ومُثلي العليا , نحن من قوم قال في حقّنا الشاعر : إذا بلغ الفِطامُ لنا صبيّ : تخرُّ له الحبابرُ ساجدينا ..
السفاهة التي تلقيها في برنامجك المسخ ذاك ماهي إلا خصام قردة في غابةٍ كينية .. ما هكذا تورد الإبل ايها البشير .. شُعارنا احترِم تُحتَرم , من طعنت به حليمٌ بامتياز ولكن احذرهُ عند الغضب , فكم من كلمة خرجت من فم أفاضت دَمْ :
احفظ لسانك لا تذكر به عورات امرءٍ ….. فكلُك عوراتٌ وللناس ألسُنُ
وأعود مرة أُخرى وأقول : أنا الشروكي الجنوبي الشطري الدبّي افتخر بجاموسي أضعاف ما افتخر بك وببرنامجك الهزيل التافه , جدّي الطُرمّاح وزيد الخيل وأبي تمام وعدي بن حاتم وصفي الدين الحلي , جدّتي نوّار وعمتي سفانة وأنعم وأكرِم بهما , لستُ طائفياً ولا عُنصرياً ولا متعجرفاً ولا ميليشاوياً ولا غادراً ولا عُتلاً زنيماً .. للناس مقامات فأحفظها , ولكل منّا شأن وتاريخ وموقف فلا تتعدّى حدودك , أحدّثك وأنا أصغر ابناء قومي خبرةً وشهادةً ومِراساً , ولكني احفظ بفخر تاريخ اجدادي الخُبراء برد الضيم وطعن المعتدي ؛ أرجوك لا تنظر للناس بغرورٍ وتكبّر وأنت جالس في برج برلين فأن أخوة (فنخة) ينظرون إليك قزماً ..واختم بما قاله أحد الشعراء وينطبق عليك تماماً :
ومن البليَّةِ عذلُ من لا يرعوي ….. عن غيِّهِ وخطابُ من لا يفهَم
وإذا أشارَ مُحدِّثًا فكأنَّــهُ …… قردٌ يُقَهْقِهُ أو عجوزٌ تلطِــــمُ.
وأختم بما قالهُ أحدهم : (من تمام المروءة أن تنسى الحق لك و تذكر الحق عليك و تستكبر الاساءة منك و تستصغرها من غيرك) .. البشير شو شو شو .. سلاماً .. سلاما .
اترك تعليقاً