قميص المعارضة بين المجلس الأعلى والتيار الصدري
بغداد/المسلة: تلعب قوى سياسية عراقية دوراً سلبياً عبر وضع نفسها معرقلا للإصلاح بالتشكيك بأهداف التشكيلة الوزارية ونيّات رئيس الوزراء العبادي حيال ذلك.
لم تُخرِج هذه القوى رأسها يوم اشتعلت الأزمة السياسية، واحتقن المشهد بالاعتصامات والاحتجاجات، حتى بدى الصراع السياسي بمجمله وكانه معركة بين جبهة العبادي من جانب، وجبهة مقتدى الصدر من جانب آخر.
والمعلوم ان نجاح أي مبادرة هو في توقيتها المناسب، أما أنها تسوّق نفسها بديلا لمشروع لم يصوّت عليه ممثلو الشعب في مجلس النواب، بعد، ووجد فيه زعيم التيار- باعتباره
الجهة الوحيدة التي قادت الاعتصامات- فذلك يدعو الى البحث عن الأسباب التي تقف وراء ذلك.
وواضح جدا، انّ السبب الرئيس، هو انّ أصحاب المبادرة يسعون الى الحيلولة دون نجاح الكابينة المقترحة لانها تضع حدا لنفوذ الكتل السياسية على الوزارات والمؤسسات.
لم يشأ هؤلاء حين كان التيار الصدري في ساحة الاعتصام تقديم اية مبادرة سياسية،
ولم يرتدوا قميص المعارضة للإصلاح والتغيير الوزاري، لكنهم اليوم يفعلون ذلك بارتداءه، بعد ان نزعه التيار الصدري.
ما توحي به الأحداث ان زعيم التيار الصدري كان صادقا في اعتصامه الذي رام من وراءه الى ابعاد حيتان الفساد ورؤساء الكتل عن التأثير على عمل الدولة، فيما تجهد الكتل الأخرى وابرزها المجلس الأعلى الإسلامي، الى تعزيز هيمنتها على الدولة والحكومة.
ان إعادة إنتاج أدوار الكتل السياسية والأحزاب من جديد، سوف يجعل من التيار الصدري باعتصاماته التاريخية، وباستجابة العبادي لدعوات الاصلاح، سوف يجعلها هباءً منثوراً، وسوف يتحمل المسؤولية التاريخية لهذا التراجع، أصحاب مشاريع التدوير السياسي لأنفسهم وأحزابهم.
اترك تعليقاً