سامي عواد: نتنياهو يحرج دول الخليج
قال إن الذي يقلقنا في المنطقة هو حزب الله ولكن لن يخيفنا وعلينا الحذر منه، وإن ما يجري في العراق وسوريا من قتل ودمار ما هو إلا بتخطيط مشترك مع بعض الحكام العرب.
كتب سامي عواد: نتنياهو يضع النقاط على الحروف “استجابة الشيعة لفتوى المرجعية صدمتنا وصدمت أميركا نفسها”!!؟
نتنياهو.. يضع النقاط على الحروف، ويكشف عورات بعض الحكام العملاء العرب الذين يطغى عليهم الرعب والخوف الغير مبرر من الشيعة وإيران في المنطقة.
أعلنها نتنياهو صراحة أن عدو إسرائيل الأول هو “الشيعة” وطليعتهم “حزب الله” ومَنْ يناصرهم في سوريا وإيران والعراق!.
وأعلن بصراحة الخائفين المرعوبين بأن هناك من الدول العربية مَنْ تساعد إسرائيل على توسيع حدودها!! وتتعاون معها على التصدي للوجود الشيعي من إيران إلى لبنان!! وهي وقد سماها بالاسم: السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات وهو يشكرهم على مواقفهم هذه وسوف يستمر في هذا التعاون الذي يهدف إلى التصدي للشيعة والقضاء عليهم حتى يسود الاستقرار في المنطقة!!.
وقال إن الذي يقلقنا في المنطقة هو “حزب الله” ولكن لن يخيفنا وعلينا الحذر منه، وإن ما يجري في العراق وسوريا من قتل ودمار ما هو إلا بتخطيط مشترك مع بعض الحكام العرب!!؟ ..صراحة ما بعدها صراحة!! فماذا أنتم فاعلون؟؟ وقال إن مصدر قوتنا هو الحكام العرب في مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات ودول أخرى رهن الإشارة!!؟
هذه خلاصة ما صرح به نتنياهو من على شاشة قناة إسرائيلية ونشرته شبكات التواصل الاجتماعي، كما أنه وضع أسس جديدة للصراع وهو التعاون مع تلك الدول وبشكل واضح وثابت للدخول في معارك جديدة مع الوجود الشيعي في المنطقة.
وقال أن الدواعش وجبهة النصرة سيستمرون في قتالهم حتى القضاء على الوجود الشيعي في المنطقة!! فماذا سيكون موقف هذه الدول ودول أخرى تصرح دائما إن الشيعة وإيران بالذات هم أخطر على الأمة العربية والإسلامية من إسرائيل؛ ودعوة إسرائيل اليوم أن تقود حلفاً واسعاً يضم هذه الدول لمحاربة إيران والشيعة.
فما هو الأفضل لهذه الدول من قرارات مصيرية مهمة؟ هل الوقوف مع إسرائيل والدخول في حروب لها بداية ولا نهاية لها في المنطقة سوى الدمار والدماء وتؤدي بالنهاية استنزاف طاقات هذه الدول المادية والبشرية لتصبح لقمة سائغة لإسرائيل التي ستخرج وحدها السليمة والرابحة وتوسع حدودها على راحتها وبراحتها!!؟ بدعم من أميركا والغرب ومن دون أن تؤثر على الوجود الشيعي وإيران التي أثبتت صمودها وشجاعتها في كل المنازعات المفتعلة مع تلك الدول، أم أن هذه الدول تعود إلى أصلها وتقاليدها وتجتمع مع إيران والشيعة وتعمل سوية لمحاربة إسرائيل ودحرها واستعادة الأرض العربية المسروقة والمحتلة من قبل الصهاينة.
إن مواقف تلك الدول المتعاونة مع إسرائيل هي لإنقاذها من المصير المؤلم على يد المقاومة الفلسطينية والمقاومة الصلبة لحزب الله وسوريا التي ترعى بعض فصائل المقاومة المشروعة ضد الاحتلال التي تقرها القوانين الدولية ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة؛ ولا ندري هل صحيح أن مشكلة الوجود الصهيوني هو “الشيعة” إذا فهو موقف مشرف للشيعة وعلى حكومات الدول العربية صديقة إسرائيل أن تفتخر بها وتتخذها حليفاً مساعداً لها في وجودها واستقرارها وتخلصها من المشاكل الداخلية وتكون إيران كما هي في سياستها عوناً لهم وليس عدواً كما تصوره إسرائيل لهم؛ وقوة إيران وموقفها المبدئي الثابت هو لمصلحة حكومات وشعوب المنطقة ولا يهدد سوى إسرائيل التي تستنجد اليوم بهذه الحكومات وتصور أن خطر الشيعة يهددهم بل أن خطر الشيعة يهدد إسرائيل والصهاينة فقط ويحميهم من إسرائيل وأطماعها التي لا تنتهي في ابتلاع فلسطين كلها وتستمر بالعدوان على الدول الأخرى.
وإن تأييد تلك الدول التي وصفها النتن ياهو بأنها تتعاون مع إسرائيل توسيع حدودها!! ستكون أول المعترضين للعدوان الإسرائيلي في المستقبل. إن إتحاد الدول العربية والإسلامية والإعداد والاستعداد لمواجهة إسرائيل ودحرها وبدعم من الروس هو أسهل بكثير من إتحادها مع إسرائيل وأميركا ضد إيران وسوريا والعراق واليمن بمساعدة “روسيا” أيضا!؟
إننا نصح الدول التي ذكرها نتنياهو بأنها حليفته وتتعاون معه أن تترك إسرائيل وتجمع أمرها مع إيران والشيعة للتصدي لإسرائيل وإجبارها على الانصياع للحق العربي والإسلامي واسترجاع الأراضي المحتلة على الأقل للسماح لها بالاستقرار والعيش بسلام. فهل هم فاعلون بعد هذه الفضيحة التي أطلقها نتنياهو وكانت حاسمة و”بجلاجل” كما يقول المصريون!؟
إن فشل إسرائيل في مخططها بالتعاون مع أميركا وتركيا والسعودية في المنطقة للاستيلاء على سوريا ثم العراق بواسطة الدواعش والمتمردين الخونة في البلدين وفتوى المرجعية الحاسمة هو الذي أقلق إسرائيل التي يكاد اقتصادها ينهار وسياحتها تعطل ومشاريعها تفشل واندلاع انتفاضة السكاكين المرعبة للصهاينة وصمود حزب الله في لبنان وحسمه للمعارك لصالح سوريا وشعبها .
كل تلك العوامل جعلت نتنياهو يفقد صوابه ويكشف عورات حلفائه ليحرجهم ويجبرهم على التعاون معه وإلا فسوف يكشف المزيد من الأسرار التي ستنهار بسببها كيانات وحكومات وستثور الشعوب ثورات حقيقية مدمرة ساحقة ولكنها إن لم يسيطر على زمامها ستصب أيضا في منفعة الوجود الصهيوني وتلك هي المشكلة الكبرى!؟
اترك تعليقاً