شاب عراقي يتبرّع بإحدى عينيه لمقاتل فقد بصره في ساحات القتال
بغداد/المسلة: بعد أنْ فقد الشاب المقاتل عباس فياض من الحشد الشعبي عينيه إثر أصابته بجروح بليغة في احدى المعارك ضد داعش في المناطق الساخنة في العراق، سأل الطبيب اثناء تواجده في المستشفى فيما اذا هناك ثمة أمل في إعادة النظر، ولو لعين واحدة لكي يعود الى القتال في ساحات المعارك.
و لايزال يرقد فياض في مستشفى الحسين التعليمي، بعدما اصيب في وجهه وجسده، ما تسبب في اصابته بالعمى بالكامل، خلال المعارك ضد داعش.
وقتال فياض وعزيمته، مثال لبطولات مقاتلي الحشد الشعبي وانتصاراتهم، منذ الاعلان عن تشكيل هذا الحشد في حزيران 2014 بعد دعوة المرجعية الدينية العليا للدفاع عن العراق.
وموقف فياض البطولي ليس الأول في ملحمة قتال الحشد الشعبي في الجبهات، اذ غالبا ما يسعى الجرحى والمصابون من المقاتلين إلى العودة إلى الجبهات حال شفائهم من إصاباتهم.
وبرزت قوات الحشد الشعبي وهي تدافع عن الوطن في اطار التعاون مع الجيش العراقي لمحاربة تنظيم داعش عقب احداث الموصل وما يتطلبه الموقف الشعبي والعسكري من رد فعل مواز لتلك القوى الظلامية التي شكلت خطرا كبيرا على الامن الوطني للعراق.
و في موقف لا يقل عن مستوى بطولة المقاتل الذي فقد عينيه لأجل العراق، اعلن الصحافي العراقي باسم غفوري، عن تبرعه بإحدى عينيه للمقاتل، وأفاد في نص ما كتبه بمدونته على “فيسبوك”، وتابعتها “ألمسلة”… “اني المواطن العراقي الصحفي باسم غفوري عبد الامير محمد الخفاجي اعلن اليوم وتزامنا مع يوم استشهاد الحسين عليه السلام، أتبرع بعين واحدة لأخي المقاتل وابن وطني عباس فياض واقر امامكم ان التزم به”.
وتابع ان “اهدائي له جاء لأمرين، الأول، ان المقاتلين يستحقون منا الكثير، وبالذات أخي عباس الذي قدم عينيه قربانا لاجل ان نعيش ويبقى العراق على قيد الحياة. والامر الثاني، استعجاله العودة الى القتال ولو بعين واحدة”.
ويفيد التقرير الطبي بأن العين اليمنى للضرير عباس فياض راهي، متضرّرة تماما ويتطلب قلعها، والأمل ضعيف في عينه اليسرى.
ويوضح غفوري “من الممكن ان نتبرع له بالقرنية لعينة اليسرى فقط، واما عينه اليمنى فلا تنفع”.
وأضاف “سنطرق كل الأبواب لأجل ان يُعالج، ولن نتخلى عن عهدنا وشرف كلمتنا حتى يستطع عباس فياض النظر حتى لو بعين واحدة”.
وأحدثت انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي، اضطراباً وهلعاً، في بعض الأوساط السياسية، التي تتخوف من ان انتهاء الحرب على داعش، سيؤدي إلى تركيز الجهود عليهم وإفشال مشاريعهم التي تهمين عليها أجندة الفساد والإرهاب.
ودعا غفوري الى تبني أجراء العملية من قبل نخبة من الأطباء قائلا “نود ان تتم العملية الجراحية على أيدي نخبة من خيرة الاطباء العراقيين، من الجراحين المختصين بجراحة العيون لضمان نجاحها بأذن الله”.
وحقق الحشد الشعبي منذ تشكيله في حزيران 2014 انتصارات كبيرة في المناطق التي سيطر عليها داعش، فقد حرر مدن تكريت وأقضيتها وعدد كبير من نواحيها، فيما يضرب الحشد حصارا كبيرا على الرمادي والفلوجة بغية تحرير الانبار بشكل كامل، ويستعد لتحرير نينوى بأسرع وقت.
اترك تعليقاً