“ذيول” الفتلاوي
بغداد/المسلة: في السياسة العراقية، ثمة ما يثير العجب، حين يذعن أصحاب الـتاريخ السياسي والتجربة النضالية لأولئك الحديثي العهد، الذين صعدوا على الأكتاف في غفلة، وصدفة، اضطرتها الأحداث..
والكلام، بكل وضوح، يتعلّق بالنائبة حنان الفتلاوي، المرأة التي إزالة ألوان حزب البعث قبيل 2003، وارتدت ثوبا جديدا يلائم الأوضاع الحالية، بعدما نجحت في الصعود نائبة، في خضم أحداث مضطربة، وعدم وضوح رؤيا لدى الجماهير، واستثمار شخصها كامرأة في مجتمع ذكوري، في القفز إلى واجهة الأحداث..
وليس في ذلك من ضير، فمن حقها أن ترشح وتفوز في منصب برلماني، لكن المشكلة في “نفخ الذات”، لتظهر في اكبر من حجمها الحقيقي، والطامة الأكبر حين يصدق البعض هذا “التضخيم” ويحسبونه قوة ، فينساقون وراءه.
هذه الذات المتضخمة، انطلت على سياسيين مخضرمين، وخدعتهم، من مثل خلف عبد الصمد وعدنان الأسدي، وآخرين، فصاروا “تابعين” لها وهم القياديين، الى الحد الذي بدأ الناس تقول عنهم، انهم”ذيول الفتلاوي”.. أفلا يثير ذلك الأسف والألم، لما آل إليه الكبرياء ، من ذل وهوان؟
والمقصود بأولئك، أعضاء في كتلة الدعوة البرلمانية الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولا لنائبة نزعت الأخلاق حين رمت رئيس الوزراء العراقي، بقناني الماء في البرلمان.
بل أنّ العار كل العار، أن هؤلاء استجابوا لضغوط حنان الفتلاوي، في ضم كتلة الدعوة البرلمانية الى جبهة الاصلاح دون موافقة قيادة الدعوة، والكل يعرف الظروف التي صاحبت ذلك والمصالح الضيقة التي سعت اليها الفتلاوي مدفوعة بأجندة تقسيم الدعوة، وجعلها شراذم متناحرة.
إنّ العيب كل العيب في أن يكون أولئك الذين يعتبرون انفسهم أصحاب تجربة وتاريخ، اتباعا أذلاّء للفتلاوي، إلى الحد الذي حقّروا فيه انفسهم بقبولهم مشروع الفتلاوي في استجواب العبادي، ولم ينتج عن كل ذلك سوى بيان هزيل من خلف عبد الصمد، بدت بين ثنايا حروفه، مواقف انتهازية بيْنية وليست حاسمة ، فكأنه يخشى غضب الفتلاوي وهو رئيس كتلة الدعوة البرلمانية.
إننا أمام مهزلة تاريخية في تاريخ بعض أعضاء الدعوة، حين يوصَمون بانهم بلا موقف، وانهم باتوا رقما سهلا في معادلة تضعها حنان الفتلاوي، الى الحد الذي تحوّل فيه الهمْس بين نواب وأصحاب قرار، الى كلام مسموع، بان هؤلاء لا يعدون كونهم “جماعة حنان”، تقودهم حيث تشاء، وتأمرهم بما تشاء.
أن النهاية التي رسمها هؤلاء لأنفسهم ستضعهم على هامش الحدث السياسي وسترمي بهم في هوة النسيان الا اذا انتفضوا على هذه المهزلة، وأنْ يعوا حقيقة الدور الذي وضعوا فيه أنفسهم.
وربما توهّم هؤلاء، أنّ حنان الفتلاوي، لازالت قوية كما كانت في وقت ما، حتمته ظروف سياسية وقتها، ويعرفها الجميع، فإننا نقول لهم إن الأمر ليس كذلك بعد اليوم، وان حنان الفتلاوي اليوم تمسك بمضخة هواء تنفخ به نفسها لتكون في صورة المرأة القوية، لكنها ليست كذلك، وستكشف الأيام كيف إن الصورة تتبدل، والحجم الحقيقي سوف يظهر، بعدما تزول العوامل المصطنعة التي جعلت من “الضفدع بقرة ضخمة”، والأمثال هنا تُضرب، ولا تقاس.
حنان اليوم أجهرُ أعضاء جبهة الإصلاح صوتاً، ونفخت نفسها لتكون الأعظم جثة، لكن المثل الجاري يذكّر أعضاء الدعوة أن أفشــل الأشيـاء أجهرها صوتـاً وأعظمهــا جثةً، مثلما الطبل الفارغ، وان اللهاث وراءه مهانة وسراب لا ينفع في شيء..
ليت بعض أعضاء الدعوة يستفيقون من “مورفين” حقنته بهم حنان الفتلاوي؟
اترك تعليقاً